diambang sadar
أبو الفتح البستي:
إذا أحسست في لفظي فتوراً … وخطّي والبلاغة والبيان
فلا ترتب بفهمي إن نقصي … على مقدار إيقاع الزمان
لا تحقر المرء إن رأيت به … دمامةً أو رثاثة الحلل
فالنحل لا شيء في ضؤولته … يشتار منه الفتى جني العسل
لا ترج شيئاً خالصاً نفعه … فالغيث لا يخلو من العيث
فشرط الفلاحة غرس النبات … وشرط الرّئاسة غرس الرّجال
إذا حيوانٌ كان طعمه ضدّه … توقّاه كالفار الذي يتقي الهرّا
ولا شكّ أن المرء طعمه دهره … فما باله يا ويحه يأمن الدهرا
ظلّ الفتى ينفع من دونه … وماله في ظلّه حظّ
وطول جمام الماء في مستقرّه … يغيّره لوناً وريحاً ومطعما
إذا مرّ بي يومٌ ولم أتّخذ يداً … ولم أستفد علماً فما هو من عمري
أنا كالورد فيه راحة قومٍ … ثم فيه لآخرين زكام
ولم أر مثل الشكر جنّة غارس … ولم أر مثل الصبر جنّة لابس
ولن يشرب السمّ الزعاف أخو حجىً … مدلاًّ بترياق لديه مجرّب
ما استقامت قناة رأيي إلا … بعد أن عوّج المشيب قناتي
أبو الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي:
وكل غنىً يتيه به غنيٌّ … فمرتجعٌ بموتٍ أو زوال
وهب جدّي زوى لي الأرض طرّاً … أليس الموت يزوي ما زوى لي
أخوك من إن كنت في … نعمي وبؤسي عادلك
وإن بداك منعما … بالبر منه عادلك
يصاب الفتى في أهله برزيّةٍ … وما بعدها منه أهمّ وأعظم
فإن يصطبر فيها فاجرٌ موفّرٌ … وإن كان مجزاعاً فوزرٌ مقدّم
جامل الناس في المعا … ش وخلّ المزاحمه
وتنصح وقل لمن … يتعاطى المزاح: مه
وقد يهلك الإنسان كثرة ماله … كما يذبح الطاووس من أجل ريشه
عمر الفتى ذكره لا طول مدّته … وموته خزيه لا فوته الدّاني
فأحي نفسك بالإحسان تزرعه … يجمع له بك في الدنيا حياتان
قال لمن يحلقه … وشعره مختلط
بالله قل ما لونه … أأسودٌ أم أشمط
فقال: رفقاً يا فتى … بين يديك يسقط
ومن سخط النصب في قدره … فقد رضي الخفض من قدره
ومن يطو مكنون أحشائه … على حلل الحبّ قاسى الكروبا
لا عون للرجل الكريم كماله
ذو الفضل لا يسلم من قدح … ولو غدا أقوم من قدح